يااخي الانسان : في اصل عنصرك الرفيع :انا وانت من اب واحد وام واحدة ,أفان مات الاب والام لم نعد اخوة,انا اختك في اي مكان كنت شئت ذلك ام ابيت.
لقد ذهبت انت الى هنا وانا الى هناك فاختلفت معارفنا وتباينت
معايشنا وبنا كل واحد منا حضارة من جملة معارفه ومعايشه فلو
انك يااخي الانسان اعطيت اخاك شيئا من حضارتك ومعرفتك
واعطاك هو شيئا اخر من حضارته ومعرفته لاغتنيتما معا ولاكمل كل
واحد منكما الاخر , وعندها تكون حضارتك يااخي الانسان حضارة
متنوعة وغنية في كل شيء ,فليس من داع للقول بان هذه الحضارة ستصرع الاخرى!!!
يؤلفون لنا كتابا عن (صراع الحضارات) وتعقد حوله الندوات ,والعجب
العجب بان هناك من يؤمن بهذا الصراع!!
ولماذا الصراع يااخي؟ومامن حضارة نشأت على الارض الا وشارك
بها اناس من مختلف الاماكن في هذه المعمورة لماذا الصراع؟
وماخلقت الحضارة الا لخدمة الانسانية اما ان كان المقصود
بصراع الحضارات صراع العقائد والافكار فهذا مالايجب ان يكون لان
كل انسان حر بما يعتقد وبما يفكر وهذا ماكفلته جميع الشرائع
والقوانين.
لقد اجتمع كونجرس الولايات المتحدة للمرة الاولى بنيورك في
خريف سنة 1789وفي تلك الجلسة اقر عشر تعديلات في الدستور
الاصلي . وقد صيغت هذه التعديلات فيما يعرف باسم (وثيقة حقوق الشعب)Bill of rightic
(وأذكر هنا التعديل الاول)
لايجوز للكونجرس ان يسن قانونا لانشاء اية ديانة او لتحريم اقامة
شعائرها بحرية تامة ,او قانونا يحد من حرية الكلام او الصحافة او يمنع الشعب من حقه في اقامة اجتماعات سليمة وان يطلب من الحكومة رفع ماوقع عليه من غبن
فلماذا يااخي اذن هذا الصراع في الحضارات ؟لماذا لم يكتبوا في
توافق الحضارات وتمازجها ؟فلو نظرنا الى الحضارات بتجرد لراينا
ان عناصر الاتفاق فيها اكثر بكثير من عناصر الاختلاف.
واني يااخي الانسان لا احب الا ان التقي بك وتلتقي بي ولااحب الا
ان تلتقي حضارتك وحضارتي ونبني حضارة للانسان,لكل انسان.
( لا أقول لك وداعا يااخي الانسان لاني معك دائما )