الابداع او العبقرية هو القدرة العقلية المتفوقة وهو العمل الجاد المتواصل ,وحتى لحظة حدوث كارثة الشلل لروزفلت ,فانه لم يكن قد واتته الفرصة لتظهر نواحي عبقريته وابداعه ,الا انه بعد تغلبه على المرض بدأت عبقريته تتجلى كقائد يدير وينفذ منذ تعيينه محافظا لنيويورك الى انتخابه رئيسا ثلاث مرات باجماع شعبي نادر.
عرفنا بداية روزفلت المتألقة المرحة المليئة بالحيوية والنشاط ,حتى اصيب بالمرض فلم يستسلم لآلامه ولا ليأس الطب من شفائه ,وانما جاهد بنفسه حتى ألان عضلات ساقيه لتمتد حياته الى نهايتها اكثر تألقا وأشد حيوية ,وأوسع نشاطا ,يأتي الى منصب الرئاسة ليعبر بأمة هي قارة بأكملها مستنقع الكساد الى الرواج والانتاج الذي استمر أثره الى اليوم ثم يقود الحلفاء في معركتهم ضد دول المحور بكفاءة نادرة سيظل يذكرها التاريخ.
حول فرانكلين روزفلت كارثة الشلل الى صالحه فقد استغل القعود عن الحركة فترة الثلاث سنوات القاسية في الاطلاع والقراءة والكتابة مما اكمل لديه جانبا كبيرا من المعرفه التي انضجته الى الحد الذي مكنه من استيعاب قضايا المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية حتى بلغ اجمالي ماكتبه ونشره خلال حياته اكثر من الفي عمل مابين المقال والكتاب في التاريخ والسياسة والرحلات,هذا علاوة على ماكان يتمتع به من شخصية جذابه ساحرة وما كان يملأ صدره من امل ورغبة في الحياة ,كان هذا مع جهد وعمل يومي كبير وعنيف بلا كلل ولا ملل ولا انقطاع حتى ان اطباءه نصحوه في اواخر ايامه بان يتوقف تماما عن اي مجهود الا انه لم ياخذ نصيحتهم مأخذ الجد,واكتفى بالذهاب الى عيون المياه الدافئة في جورجيا حيث اعتاد هذا كما عرفنا. وهناك اصيب بحالة اغماء ظل فيها الى ان انطفأت شعلة حياته في الثاني عشر من ابريل عام ألف وتسعمائة وخمس واربعين/1945/
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ