ثمار الصبر والتحدي

ثمار الصبر والتحدي

لاتحسب المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

ليس مايصيبنا في حياتنا شرا كله ,فقعود فرانكلين عن الحركة أعطاه الوقت للقراءة والتأمل في شؤون الفكر ومشكلات بلاده,كما انه كتب الكثير من المقالات للصحف وراسل العديد من الناس , علاوة على هذا فانتصاره على الشلل اكسبه قوة وثقة في نفسه وزاد من صلابة ارادته وكان لانتصار ارادة فرانكلين على الشلل رد فعل كبير لدى الامريكان ,مما جعله محل ثقة حزبه ,بل وابناء امته جميعا ,ففي اول عام 1929 انتخب محافضا لمدينة نيويورك اول مدن امريكا , وكان قد بلغ السابعة والاربعين, فوضع برامج المصلحين اللذين سبقوه موضع التنفيذ , فأنشأ نظاما للتأمين الاجتماعي والمعاشات في الولاية , واصلح المرافق وعمل على تحسين حالة المزارعين السيئة بزيادة قروض ادوات الزراعة وعدل في قانون العقوبات واصلح حالة السجون مما جعله موضع ثقة الشعب والحكومة لم يفرق في حكمه بين الاحزاب وانما كان يعمل لصالح امته حقا وقد عهد بكثير من ادارات المدينة الى رجال الحزب الجمهوري وعمل على ان تكون الصحافة والاذاعة وسيلة اتصال فعالة بينه وبين الجمهور كما كلف المختصين بدراسة احوال العمال واتجه للحد من شوكة رجال الاعمال.

هكذا كان فرانكلين يدير حكمه لهذه المدينة المعقدة الضخمة , قعيدا على كرسيه المتحرك كما لو كان يمتلك ساقي عدّاء يدور في طرقات المدينة ملتحما باهلها عالما بما يعانونه مصلحا احوالهم فلم يعد الجمهور يرى فرانكلين مقعدا ابدا وانما كانوا يرونه نشيطا فعالا صالحا لاكبر المناصب كان نجاح فرانكلين في منصب محافظ نيويورك من ثمار تحدي فرانكلين الطيبة والتأكيد الكبير لتخطيه عائق الشلل الى منصب الرئاسة مؤكدا قول ابيقور (ان الشلل مرض في الساق وليس في الارادة.)

فقد كان يقول لشعبه في اثناء الانتخابات:

(قبل كل شيىء فانني اود ان اؤكد اعتقادي الثابت بان الشيء الوحيد الذي يجب ان نخافه هو الخوف ذاته.)