التحـدي

موضوع: التحـدي الأربعاء أغسطس 29, 2007 6:04 am

التحدى هو اتخاذ اسلوب معين في مجابهة صراع مع النفس او الاخرين

او الطبيعة هذا السلوك يكون نابعا من ارادة قوية واصرار دائم في اتخاذ

موقف الخصم في الصراع قد يكون صراع الانسان مع مايعترى نفسه

من شرور او رغبة في سلوك ينافي الاخلاق ااو العرف وهذا هو اشد
انواع الصراع وهو الذي قال عنه {ص} ((جهاد النفس)) وقد يكون

صراعا مع المرض كما في حالة فرانكلين وهو الدرجة الثانية من الصراع

بعد مجاهدة النفس وفي هذه الحالة لا بد ان يكون الانسان صبورا واثقا

متحملا المشقة التي يعانيها من هذا التحدي او هذا الصراع
كان موقف فرانكلين غاية في الصعوبة فالذين اصيبوا بشلل الاطفال

كان ينتهي بهم الحال بسبب طول الرقاد ان تتصلب بقية عضلات

جسدهم علاوة على تصلب سيقانهم وكان اليأس والالم يفضان بهم

الى حالات من الاكتئاب ولم يسمع عن شخص نجا من هذا المصير لكل

هذا كان الياس يرين على قلوب الاطباء والاهل اما فرانكلين فكان مصرا

على تحدى الشلل والوقوف مرة اخرى على ساقيه .
قد نقرا عن الالم .. قد نسمع اذ يتأوه احدهم ,قد نراه في وجه انسان

يتألم ولكننا لانستطيع ان نتحدث عن الالم كما يستشعره صاحبه,كان

فرانكلين يتألم طوال اليوم,اذ يقوم بتدليك ساقيه ,وذلك بتدليك

العضلات واحدة فاخرى بنفسه او بمساعدة ممرضة لكي يلين تصلبهما

,وثمة فرق بين التدليك الذي نراه في احد الافلام يقوم به احد

المتخصصين لا مرأة او لرجل ثري بطبيعة الحال, وبين تدليك مريض ,

ففي الحالة,الاخيرة يكون التدليك اقسى من المرض , واكثر ايلاما من

الشلل وتصلب العضلات وقد يحتمل الانسان هذا مرة او عشر مرات اما

ان يتحمله الف يوم دون ان ينهار او ييأس فهذا يتطلب ارادة حديدية

واصرارا يفوق العزائم الضعيفة,وايمانا برحمة الله وقدرته.
في اول الامر لم تستجب عضلات الساق لعملية التدليك ,ولم يبد عليها

اي تقدم بما يفتح بابا للامل ,الا ان فرانكلين لم ييأس وظل يداوم

عمليات التدليك ساعة بعد اخرى ,ويوما بعد يوم , حتى بدأت العضلات

المتصلبة تلين وبدأ الاطباء في متابعة هذا التقدم,وحل اعجابهم بهذا

الرجل محل شفقتهم الى ان لانت عضلات ساقي فرانكلين تماما ولما

كانت الصحف تتابع حالته المرضية فقد تحدثت عن تقدم حالته والعلاج

الذي واظب عليه حتى لانت عضلات ساقيه,فزاره احد المرضى

السابقين واخبره ان ينابيع المياه المعدنية الدافئة في الجنوب افادته

,فذهب مع اسرته الى منطقة العيون هذه ودوام على قضاء الساعات

بها مع التدليك والتمرينات المعروفة لمثل حالته.
في نهاية الثلاث سنوات وقف فرانكلين ذات يوم على ساقيه معتمدا

على عكازين تحت ابطيه ,هامسا لبقايا الشلل المنهزم في ساقيه,(ايها

الشيطان لقد قهرتك, انتصرت عليك انتصارا كبيرا).
ذاع نبأ شفاء فرانكلين من هذا المرض العنيف ,فتوافد عليه كثير من

المرضى يسألونه المشورة التي لم يكن يبخل بها.
اما فرانكلين فعرفانا بفضل الله عليه ,ومساعدة منه للفقراء فقد اشترا

الفا ومائتي فدان حول العيون الساخنة , جعل دخلها للانفاق على هذه

العيون ليسهل للمرضى الفقراء ان يأتوا اليها ,كما اقام حولها عددا من

المنازل لهؤلاء الفقراء الذين كان مهتما بهم منذ وجوده بمدرسة جورتون

وحتى اخر حياته , وبنى لنفسه بيتا صغيرا اسماه البيت الابيض.
بفضل الله وارادة فرانكلين , وقوة امله في ترك فراش العجز ,استطاع

ان يوقف المرض فلا يمتد الى بقية اعضائه,واستطاع ان يحرك ساقيه ,

وان يقف عليهما وان كان يعتمد في وقوفه على عكازين ,ولهذا قضى

بقية عمره جالسا على مقعد متحرك في غالبية حركته للقيام بالمهام

الجسام التي كلف بها في اوقات عصيبة من تاريخ بلاده
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
tal