redrose
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
redrose

talmallohi.blogspot.com
 
الرئيسيةالرئيسية  التسجيلالتسجيل  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  

 

 وقوع الكارثة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
tall
tall
tall



انثى
عدد الرسائل : 475
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 23/07/2007

وقوع الكارثة Empty
مُساهمةموضوع: وقوع الكارثة   وقوع الكارثة Icon_minitimeالخميس أغسطس 30, 2007 11:30 am

وقوع الكارثة

دعاه احد اصدقائه الى رحلة في يخته الى جزيرة (كامبو بيللو )وهي احدى جزر الشمال الباردة ,وعندما وصلوا الى المياه الباردة في الشمال نزل فرانكلين للماء ممارسا احب رياضة اليه, وهي السباحة,وكان الماء شديد البرودة , حتى كاد ان يتجمد وفي اليوم التالي رسوا باليخت على شاطىء الجزيرة فوجدوا النيران مشتعلة في اشجارها فاخذوا يكافحون النار طول النهار حتى اطفأوها بعد ان ارهقوا ارهاقا شديدا ,فاستحموا في بركة ماء عذب ليريحو اجسادهم وليذهبوا ماعليهم من غبار اثر مكافحتهم للنار.ولينتعشوا بعد المجهود الذي قاموا به ,بعد الاستحمام مضوا ركضا مسافة طويلة الى البيت الذي سينزلون به ,وعندما وصلوا احس ان العرق يبلل جسده كله ,وشعر باجهاد شديد,يقول فرانكلين(لم اشعر بالنشاط والراحة التي كنت اشعر بها بعد السباحة ,فجلست متعبا اطالع بعض الصحف,دون ان استطيع النهوض لتغيير ملابسي ,لم اشعر يوما بمثل هذا التعب الذي كان يسري في اطراف جسدي,ونهضت في الصباح التالي من النوم فلما اردت النزول من فراشي احسست ان ساقي متعبة ومتصلبة ,ولكني اردت ان اتحامل على نفسي واوهمها انه ليس هناك الا تعب عضلي لايلبث ان يزول....ولكن ساقي لم تحرك وتبعتها ساقي الاخرى!!)
كان فرانكلين منذ سنة واحدة يجوب ارجاء امريكا بصحته الدافقه ووجهه المبتسم الممتلىء املا وحيوية ,بنشاط لايكل ولايتعب وبساقين قويتين ,يخطب الجماهير فيستثير حماستهم بحيويته ونشاطه ومنطقه القوي وصوته الجهير,هذا الرجل الذي كان من هواة تسلق الجبال ,تلك الرياضه العنيفة التي تتطلب لياقة بدنية عالية وقوة,,كان يتسلق قمة جبل على ارتفاع اربعة الاف قدم ,اصبح اليوم فاذا به لايستطيع ان يحرك ساقيه ,لايستطيع ان يخطو خطوة واحدة ..مجرد خطوة ! تلك الرحلة البحرية التي قاد فيها اليخت نحو الشمال,يرجع منها مستلقيا على نقالة يطالع مياه البحر من نافذة قمرته المستديرة وطيور النورس باصواتها الحادة كانما تودع عمرا من الانطلاق والحيوية ضاع في مياه البحر الباردة.
لم تستطع اليانور ان تحبس دموعها برغم محاولاتها للتماسك اذهلتها الصدمة في حين كان صوت بكاء امه سارة الواقفة بالطرقة خلف باب غرفته يصل الى سمعه حزينا يائسا ,وكان يرى الحزن في عيون اطفاله حتى جاء الاطباء وفحصوه الى انهم لم يمسحوا دموع زوجته ولم يهدؤوا روع امه ,وانما ابدوا ياسهم من الشفاء..اي ان فرانكلين سيظل مقعدا مابقي له من العمر.
نقل فرانكلين الى نيويورك على نقالة الى احد المستشفيات واخذ من حوله - خاصة سكرتيره لويس هاو ,يضللون الصحفيين الذين جاؤا الى المستشفى لتأكيد خبر مرض فرانكلين
ذلك انه كان من المشاع بين العامة ان مرض الشلل يدفعه دائما خلل عقلي- وهذا ليس صحيحا لذلك منع من حوله الخبر عن الصحفيين خوفا على مستقبل فرانكلين السياسي. لم يكن مصل شلل الاطفال
قد اكتشف بعد ولعل استحمام فرانكلين في المياه شديدة البرودة والمجهود الذي تبع هذا من اشتراكه في اطفاء الحريق ثم الركض مسافة طويلة اخرج الجرثومة المسببة لشلل الاطفال من مكمنها والتي توجد عادة كامنة في اعلى الفخذ ... لم يكن هناك علاج وقتها لما اصاب فرانكلين هذا من واقع حالة الطب التي اكدها الاطباء كما ان العلاج الطبيعي ووسائله لم تكن بما هي عليه الان من تقدم كانت كل الظروف وراء الاخصائيين تؤكد بقاء فرانكلين مشلولا متصلبة ساقاه .. سيبقى فرانكلين كسيحا !!
كان فرانكلين يفكر في هذه اللحظة القاسية التي لم يستطع فيها ساقيه ! هل اصابه الذهول فهربت الافكار من رأسه او انه اخذ يوهم نفسه انها حاله طارئة لا تلبث ان تزول...او ان ماالم به مجرد اجهاد ؟ هل احس في لحظة واحدة بان كل سنّى العمر المقبلة سيكون مقيدا الى الارض ؟ هل شعر بغصة لم يستطيع معها حتى ان يحرك شفتيه ؟.
هل اراد ان يريح راسه الحزين المثقل على صدر زوجته اليانو ؟
هل تمنى ان تمسح يدها الدافئة على راسه هامسه في اذنه انها ستبقى رغم كل شئ زوجته المحبة هل رأى طفله الصغير يشب اليه رافعا يديه ليحمله فلا يستطيع اذ تخذله ساقاه العاجزتان ؟ كم من عيون اعدائه طالعته لحظتها فلمح فيها لذة سقوط خصم عنيد وكم من عيون احبائه طالعته لحظتها فلمح فيها العطف والشفقة .. هل ترقرقت دمعة حزينة في عينيه !؟
كم ضاع في نفسه امل وكم انداح في صدره ياس .. كيف تبدل صباح الشمال المتبرد امام عينيه ظلاما ... فيم كان يفكر فرانكلين في هذه اللحظة !؟
لعله ياس.. لعله حزن .. لعله آسى ..؟ لعل دمعة حزينة جرت منهدرة من عينيه على خده مارة بشفتيه مالحة كماء البحر .. مرة مرار الذل في نفس عزيز او في مرار العجز الذي يهوي في قبضته على رياضي ممتلئ حيوية ونشاط .. كان فرانكلين هو هذا الرياضي النشيط الذي اصاب الشلل ساتقيه ! في سن الاربعين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
tal
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://redrose-tal.ahlamontada.com
 
وقوع الكارثة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
redrose :: المنتدى العام :: لأشخاص يستحقون الذكر :: سيرة رجل على كرسي متحرك وصل الى القمة-
انتقل الى: