دخوله المعترك السياسي,

دخوله المعترك السياسي,
بدايات النجاح والتألق

في عام 1910كان فرانكلين في الثامنة والعشرين ,وكان عضوا بالحزب

الديموقراطي ,كما كان اسلافه ومنهم عمه تيودور ففكر في ترشيح
نفسه نائبا عن ولاية نيويورك التي خسرها حزبه امام الحزب الجمهوري
خمس سنوات متتالية ,وقد شجعه زملاؤه ,الا ان احتمالات نجاحه كانت
ضئيلة امام تفوق الحزب الجمهوري,وبعد ان درس فرانكلين الموقف
جيدا قرر دخول الاتخابات معتمدا على شهرته وعلاقاته ومقوماته
الشخصية,برغم ضآلة فرص النجاح ,فاخذ يجوب,انحاء دائرته الانتخابية
بسيارته التي كانت نادرة الوجود في ذلك الوقت وكان فرانكلين
بسيطا,صريحا ,لم يلجأ الى اثارة مشاعر منتخبيه او خداعهم وانما
تحدث اليهم في امور تهم مصالحهم المباشرة وآمالهم في مرشحيهم
,وكان برنامجه يعتمد على نقطتين اساسيتين :
واجب الحكومة للشعب , وحق الفقراء في أموال الأغنياء
من أطرف مما استحدثه من وسائل الدعاية لنفسه انه تنكر مرة في
هيئة غير هيئته ,فوضع شاربا ولحية طويلة ,ووضع نظارة على عينيه,
وذهب الى احدى الدوائر ,ووقف وسط الجمهور الذي كان ينتظر مجيىء
فرانكلين فابلغهم ان فرانكلين مريض ,وقد ندبه للحديث اليهم,واخذ
يعرض برنامجه بوضوح وسلاسة ,ثم اخذ يجيب عن اسئلة الجمهور
بنفس الاسلوب وبلباقة شديدة ,حتى ان جمهور الحاضرين قال له
لماذا لاترشح انت نفسك؟ فاننا نريد ان ننتخبك بدلا من روزفلت !) فرفع
فرانكلين عن وجهه ادوات التنكر قائلا : (ان الذي تؤيدونه وتعاهدونه
بانتخابه ليس الا روزفلت نفسه).
اكتسح روزفلت النائب الجمهوري ,واصبح نائبا لولاية نيويورك متفوقا
بألف صوت عن منافسه,اذ حصل على خمسة عشر الف صوت ,محققا
اول نجاح سياسي له,ومن العجيب ان هذا النجاح نفسه هو الذي
اوصل عمه تيودوؤر الى منصب الوكالة ثم رئاسة الجمهورية.
انتقل فرانكلين مع اسرته الى العاصمة ليكون بالقرب من المجلس
النيابي ,ذلك انه كان يرى ان الانتخاب ليس مجرد دعاية ,فتمثيل
الشعب يجب ان يكون عملا وتنفيذا ويقول في هذا (قد تكون لحظة
النجاح الاولى اخطر ازمة في مجرى حياة الشخص الذي يريد ان يتخذ
السياسة عملا له فان عمله قبل هذه اللحظة قائم على الكلام النظري
والوعود ,اما الان فهو مطالب بالعمل وتنفيذ كل ماوعد به).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ