نيكولا تيسلا
قبل ان ينجح صمويل مورس في نقل او اشارة صوتية ضعيفة خلال سلك ,مستعملا تيار البطارية كان هناك علماء يبحثون عن مصدر اقوى لتوليد الطاقة الكهروبائية ,كان في رأي بعض هؤلاء انه اذا امكن توليد شحنة قوية فقد يكون من المستطاع ايصالها الى البيوت فتمدّها بالنور والحرارة والى المعامل فتسير الاتها ,لقد حاولت عدة مواهب كبيرة في بلدان مختلفة ان تسخر الكهرباء لخدمة الانسان ولكن واحدة منها لم تحقق ماحققته موهبة نيكولا تيسلا.
ولد تيسلا في الكروات ,وشاهد وهو طالب في غراز ,النمسا,شاهد لاول مرة المولد (الدينمو)الذي اخترعه زينوب غرام البلجيكي فتبادر الى ذهنه حالا ان يخترع مولدا يقوم على اساس اخر يختلف كل الاختلاف وجاء نيكولا عام 1884 الى الولايات المتحدة ليعمل في مختبر توماس اديسون فرحب المخترع الامريكي بافكار تسيلا واعترف بمقدرته وكان انذاك في السابعة والعشرين من عمره اي انه يصغر اديسون بعشر سنوات غير ان الرجلين اختلفا حول افضل وسيلة لتوليد الطاقة الكهروبائية وتوزيعها.
وكان اديسون قد انشأ في نيويورك اول محطة مركزية لتوليد الطاقة الكهروبائية في العالم ,واستطاعت المحطة هذه ان توليد تيارا مباشرا كان يجب ان يحول الى الخطوط على مستوى لايشكل اي خطر على المستهلك ذلك لان قوة التيار الكهروبائي لايمكن رفعها او تخفيضها بواسطة المحولات نفسها ولسوء الحظ كانت القوة الكهروبائية الموزعة على هذا النمط تهدر قبل وصولها الى المستهلك بسبب المقاومة الطبيعية في الاسلاك .وكان جواب تيسلا على هذه المشكلة ان ابتكر (التيار المتناوب)وهو يار يبدل قطبيته عدة مرات في الثانية لقد برهن على ان هذا التيار يمكن نقله على درجة من القوة تكفي لات تتغلب على مقاومة الاسلاك ثم تنخفض الى درجة سليمة مامونة بواسطة محولات بسيطة قبل وصولها الى اسلاك المستهلك,وبكلمات اخرى , كان باستطاعة (التيار المتناوب) ان يخدم عددا اكبر من الناس,بتكاليف اقل,واسس تيسلا شركته الصغيرة الخاصة لتوليد الكهروباء وقدم الى السلطات الامريكية طلبا لمنحه امتياز اقامة جهاز تام,وتسلم خلال بضع سنوات ثلاثين شهادة تسجيل لاختراعاته واشهرها محرك التيار المتناوب الذي يتخذ اشكالا متعددة ,هذا المحرك الذي فاقت طاقته عشرين مرة طاقة محرك (التيار المباشر)الذي شاع استعماله يومئذ .
واعترف المهندسون الامريكيون حالا بحسنات جهاز تسيلا وفي ايار(مايو) عام 1888دعي المخترع الشاب لالقاء محاضرة في المعهد الامريكي للمهندسين الكهروبائيين,يقدم فيها جهازه الحديد,وبادر جورج وستنجهاوس الذي اثرى من اختراعه الخاص الفرملة الهوائية في القطار الحديدي,الى تمويل مشروع تسيلا,وفي عام 1891 اسس الرجلات مركزا لتوليد الطاقة الكهروبائية المائية على شلالات نياغارا, قرب الحدود الامريكية الكندية لقد حصرت قوة الشلالات الهائلة في عشر مراوح مائية .
وخلال سنوات قلائل اخذت الكهرباء تشق طريقها الى البيوت والمصانع في بوفالو على بعد 35 كيلو مترا, وفي الوقت ذاته تقريبا بدأت اوربا في بناء محطات توليد مركزية مستعملة التيار المتناوب فبدأ بذلك عصر الكهرباء.
كان راس تسيلا مايزال مشحونا بالافكار وكان مجموع ماسجله حوالي سبعمائة اختراع تتعلق بالتيارات المتناوبة وفي ذكرى ميلاده الثمانين هام 1936 كرمته اوروبا باقامة ندوات وابحاث علمية في عدة مدن, ان عددا قليلا من الرجال استطاعوا ان يشهدوا تغيرات جذرية مستمدة من ارائهم ان جيلا كاملا كان قد عاصر الطاقة الكهربائية عندما توفي تسيلا في نيويورك عام 1943وهو في السادسة والثمانين من عمره ان كل مركز جديد لتوليد الكهرباء يمكن اعتباره نصبا تذكاريا جديدا لعبقرية نيكولا تسيلا.