السعادة هي أعظم ما يبحث عنه جميع الناس؛ رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً...
- كتب عنها آلاف الكاتبون.. ولا يزالون.
- نظموا فيها آلاف الأشعار.. ولا يزالون.
- غنى لها آلاف المغنون.. ولا يزالون.
- بحث عنها آلاف الباحثون.. ولا يزالون.
- درس أسبابها آلاف الأطباء.. ولا يزالون.
ورغم كل ذلك ما وصل كل هؤلاء لإجابة شافية كافية، إلا فيما ندر.
حسبها البعض في كثرة المال.. فلاحظنا ارتفاع معدلات الانتحار في البلاد الغنية عنها في البلاد الفقيرة، حتى أن السويد وفيها أعلى دخل للفرد في العالم - ويا للعجب - أعلى نسبة انتحار في العالم!!!
وحسبها آخرون في الشهرة.. فتتبعنا المشاهير فإذا هم زبائن دائمون عند أطباء الأمراض النفسية.. وإذا هم دائماً يقولون إنهم ما وجدوا السعادة بعد..
وحسبها آخرون في المناصب والجاه والسلطان.. فاذا أصحاب المناصب لا يأمنون على مناصبهم.. بل على حياتهم.. وصدق القائل: نحن في سعادة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف، قالوا ما هي، قال: معرفة الله.
وحسبها آخرون في اتباع الشهوات والنزوات.. فاذا هي سعادة لحظية سرعان ما تنقلب إلى هم وغم ونكد وكدر وندم وضيق وكرب.. ونسى كل هؤلاء - أو تناسوا - ان الله الذي خلقهم - وهو أعلم بهم - قد وضع لهم أسباب السعادة ومُسببات التعاسة!
«الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب» «الرعد: 28».
وفي المقابل «ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى..» «طه: 124».
عمل هؤلاء جميعاً على إشباع حاجات الجسد - وهي لا تنتهى - ونسوا - أو تناسوا - ان هناك روحاً لابد من اشباع حاجاتها لتكتمل السعادة.
فالله عز وجل خلق الإنسان من جسد وروح، الأول من تراب وغذاؤه من التراب ويدفن في التراب.. أما الروح فمن عند الله، وهي السر بين الله وعبده، وعندما يمرض الجسد فعلاجه مما يخرج من الأرض، أما الروح فلأنها من عالم الطهر والنقاء فشفاؤها من عند الله «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين» «الأسراء: 82».
وعودا على بدء؛ تقربوا إلى الله تصحوا.. «أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها.. » «الأنعام: 122».
وقبل أن أختم.. هذه رائعة من روائع العلامة القرضاوي أحببت أن أنقلها إليكم..
قالوا: السعادة في السكون وفي الخمول وافي الخمود
في العيش بين الأهل لا عيش المهاجر والطريد
في لقمة تأتي إليك بغير ما جهد جهيد
في المشي خلف الركب في دعة وفي خطو وئيد
في أن تقول كما يُقال فلا اعتراض ولا ردود
في أن تسير مع القطيع وأن تقاد ولا تقود
في أن تعيش كما يُراد ولا تعيش كما تريد
قلت: الحياة هي التحرك لا السكون ولا الهمود
وهي التفاعل والتطور لا التحجر والجمود
وهي الشعور بالانتصار ولا انتصار بلا جهود
وهي التلذذ بالمتاعب لا التلذذ بالرقود
هي ان تذود عن الحياض وأي حر لا يذود؟
هي ان تحسد بأن كأس الذل من ماء صديد
هي أن تعيش خليفة في الأرض شأنك ان تسود
إن السعادة أن تعيش لفكرة الحق التليد
وتعلم الفكر السوى وتصنع الخلق الحميد
هذى الحياة وشأنها من عهد آدم والجدود
فإذا كنت إلى السكون فلذ بسكان اللحود
شكرا
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
الأربعاء سبتمبر 26, 2007 11:57 am