redrose
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
redrose

talmallohi.blogspot.com
 
الرئيسيةالرئيسية  التسجيلالتسجيل  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  

 

 اغتصاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
tall
tall
tall



انثى
عدد الرسائل : 475
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 23/07/2007

اغتصاب Empty
مُساهمةموضوع: اغتصاب   اغتصاب Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 17, 2007 1:10 pm


قد استلقيا في غروبٍ خريفي حزين, على العشب..يتتبعان أشكال الغيوم في السماء البرتقالية... و يتسابقان في اكتشاف صورها...


ثم اغمضا عيونهما... ليؤديا طقوس لعبة الحلم...
هي رأت الشمس تطلع من الغرب...و هو راى نفسه... وعمره يمشي بالعكس...
هي لمحت إنسان يطير في الجو.... و هو شعر بعقول تستطيع شم العطر...
هي حلمت بجندي يرمي خوذته.. و سلاحه ... و يعلن كرهه للحرب.... و هو رد: أرى شفاه تبوح بآلام الحرف..
هو أخبرها برؤيته نفسه نبياً لروح الإنسان , يوّحد الأديان .. و كل الملل... و هي رأت نفسها هاوية , تسقط ألف مرة لتصل القمم.. ثم صرخت: هيّا اتبعني , فأنا الأمل... و راحت تجري...
رد سريعاً: أنا أرى أطفال يرفضون ببكائهم كل شكل يجسد القمع... ابتسمت فهي تحلم بقلوب تنسى ما يعني الدمع...
ركضا طويلاً... ضحكا كثيراً ذلك اليوم... و نسيا أن يأخذا حذرهما في توازن الحزن و الفرح ... حتى جاء الجرح قوياً , كما كانت النشوة يوماً..
و صامتين............................................... تباعدا...
* * *
و مرت السنين...غابت تلك الليالي ... و صوته الخافت يؤنس وحدتها... يحيل السكون لوحة هادئة, بألوان حنونة... تضم أفكارها بصدر مفتوح لا متناه...
قد كانت متعايشة مع حياتها المنسية بعد رحيله...فخورة بافتقاد تفاعلها... و اعتياد تجاهل مشاعرها.. التي فضلت النوم بعد فترة...
بريق ناعم كان يسكن عينيه... لطالما سرحت فيهما و كأنها المرة الأخيرة التي تراهما... لم تدر كم من الأميال اختبرا قبل ان تصل تلك اللحظة... التي تحكم اختلاف طرقهما...
و تضرب ذكرى ذلك اليوم وتر إحساسها... حتى التقت ب(الآخر)...
* * *
خرجت... لا تدري مقصداً...
تفكر فقط... بسبب لكلامه القاسي... بجدية.... كانت تدري منذ البداية أن نجمه عن نجمها بعيد و أن لا طريق لها إليه...و مع ذلك جعلته قريب منها... ربما لأنها احتاجت من يعلّمها كيف تعيش...و هو,من استطاع بابتسامته عن موت الحياة أن يحيد....أو هكذا ظنت
جعلها ... تبدأ ثانية... لكنها كانت بداية للا شيء ... فقد بدأت ألف مرة , و في كل مرة كانت تعود إلى ــ أناها الوحيدة ــ واقعها الأليم...
قال ريتشارد كراولي : "عندما يتحوّل العيب إلى عادة, يصعب مكافحته "... و باولو كويلو يخبرها ان " من يريد اجتياز مرحلة محتفظاً بشيء من حياته القديمة ينتهي به الأمر إلى أن يمزقه ماضيه نفسه..."... و هي تدرك أنها اعتادت ذاتها بشكل مفرط... و لا تزال إلى الآن تعيش ذكراه... ترفض التخلي عنه... بمحيهم, ذكرياتها... غير آبهة لما يقوله الحكماء...
حتى بعد ثلاث سنوات لا تزال تسمع صوته يهمس: أحبك... و كأنه كان معها البارحة... و كأنها ستراه الليلة...
ما الذي جعلها تخبر صديقها بتلك القصة القديمة؟.. و كيف سمحت له الغوص فيها ... ليستمتع غروره بإملاء الأحكام عليها...و إخبارها ـ ما ادعاه الحقيقة ـ و هي أدرى بحبها منه...قد كانت صورة حبيبها لا تزال جديدة,تختزن بريقها, محفوطة فيها.. أي غباء جعلها تخرجها , فتجعلها عرضة لأيد مستهترة... تكسرها...
أنهت للتو قراءة رسالته للمرة السابعة... و امتلأت عيناها بالدموع رغم محاولتها, في كل مرة, سد الطرق و عدم السماح بهطولها ... الغير متوقع...
وصلتها البارحة.. فتحتها و رأت أحرفها مرسومة بأشكال لم تعهدها... نشرت في قلبها الثلج... أحست بالبرد يمتد في جسدها...فالتجأت إلى سريرها... يحضنها.. آملة أن تستيقظ لتجد الورقة اختفت .. أو تغيرت الكلمات... لكن شيئاً لم يحدث... لا تزال متكئة على الطاولة .. تنتظرها , لتحملها... و تعيد فهمها
اعتقدته صديقاً.. لا , ربما هناك كان... ما هو أغلى من الصداقة .. و أكثر براءة من الحب .. شعرته بوجوده..معها..
آمنت به الحقيقة في عالم أوهامها... شكها... لا انتمائها... و خوفها...
ارتبط اسمه يوماً بأشعة سعادة تغذي جسدها النحيل و تمنعه من التلاشي في غابات الألم و اليأس... و الآن.. تراه فجأة ..يختار.. يقرر... و يجرح...
فما بال شاف الجروح يتحوّل مجرماً بأقل من زمن... يمزق من أمامه .. يعينين ثابتتين...و يحوّل روحها إلى أشلاء... فتات , يرميه إلى تلك الطيور المهاجرة... المبعثرة ... ليختفي أي أمل ... بعودتها.. و وقوفها...
* * *
خرجت.. لا تدري مقصداً.. و لا ترجو عودة ...
كان ذكياً.. فغرز كلماته في الصميم... كلامه جارح بشكل منعها من استيعابه...
بأي حق يملأ قلبها بالنار و يعيدها إلى قبرها؟... بأي حق يطالبها بنسيان ماضيها و هو خليط من وجودها؟... و ما أدراه ماذا قدم لها حبيبها حتى يتهمه بالهجر , يخبرها انه انتهى فيها,و يصف تعلقها به بالوهم؟... كيف يحكم عليه و هو لم ير حرقة الدمع في عينيه... أو الغصة تخنق صوته .. لحظة الوداع...
ثم و ببرودة ينصحها برؤيته لتستيقظ من حلمه... جاهلاً واقعها الذي يقمع إدمان رغبتها القاتلة برؤيته...و تقبيله... إمساكه, و شده إليها مانعة أي أحد من الاقتراب خوفاً من سرقته منها.............. لكن الأحلام غالباً لا تتحقق و إلا لكان اسمها موجودات!!!...
لكن .. ما أدرى علمه أين يبتسم حبيبها .. و ماذا يعيش... ستترك له علمه (المطلق).. و تعتزل, دور شهيدة الحب... فهي قتيلة حب مقتول لا أكثر
لم ينته طريقها.. لا تزال تمشي... لكن رسائله , مشاعره الصادقة الجميلة ...(السابقة )... تختلط في رأسها..

لا نهاية... إنما ... لا يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://redrose-tal.ahlamontada.com
 
اغتصاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
redrose :: المنتدى العام :: ركن الادب-
انتقل الى: