كان الحطاب يذهب كل يوم الى الغابة فيقتطع من الحطب ما يستطيع ثم يحمله ويعود به الى البيت وفي صباح اليوم التالي يذهب ويبيعه في السوق ثم يرجع الى الغابة ليحتطب من جديد ويعود بالحمل كعادته الى البيت .
ويشكو لزوجته كم هو تعب وكم يؤلمه ظهره ويريها يديه كيف تشققت من ضرب الشجر بالفأس .
وفي احد المرات عاد تعبا جدا ومنهارا من ثقل الحمل على ظهره واخذ يتبرم من معيشته وحياته ويصرخ اين الموت لعله يدركني وارتاح من هذه الحياة ومن الشقاء والمعاناة .
وفي هذه الليلة وما ان وضع راسه على مخدته حتى لاح له الموت في جلاله ومهابته وشعر الحطاب كأن النار اشتعلت به .
قال الموت:لقد دعوتني فلبيت،فما بك ايها الرجل؟ فارتجف الحطاب وارتعش وارتعد وقد احيط به وبصوت متحشرج وقد كادت روحه تصل الى الحلقوم قال الحطاب للموت:من دعاك؟ انا لم اطلبك انا راضبعيشتي،اذهب،دعني فأنا قوي ومازلت في سن الشباب،راقبني غدا وسترى!!
استيقظ الحطاب في الصباح كأن على رأسه طير،حمل حمله على ظهره بخفة ورشاقة وجرىة به الى السوق وكان لا يفتأ يكلم نفسه ويقول:الحياة جميلة بالشقاء بالتعب بالحزن بالغنى بالفقر انها ثمينة......ثمينة جدا.