الصمام المفرغ

لي دي فوريست

يعتبر الصمام المفرغ,وهو من مخترعات القرن العشرين ,من اكثر الابتكارات ديناميكية حتى الان,لقد شق شأنه شأن الكهربامغنطيسية,طريقا جديدا للتقدم التكنيكي,فهو عنصر هام في الراديو,والتلفزيون والتلفون.والفنوغراف الحديث والافلام السينمائية الناطقة وغيرها من المخترعات العديدة الاخرى كل هذه تعتمد على الانبوب ذي الثلاثةعناصر الذي ابتكره لي دي فوريست عام1906وهو من المختبرين الاول في حقل الراديو.

أظهر دي فوريست في شبابه المبكر وهو في ولاية ايوا في المتوسط الغربي ميلا علميا قويا كان في الخامسة عشرة من عمره عندما اكتشف العالم الالماني هنريتش هيرتز خصائص موجات الراديو عام 1888 وحول موجات هيرتز هذه كتب دي فوريست فيما بعد اطروحته لنيل الدكتورا في جامعة ييل تحت اشراف الدكتور البارزج .ويلارد جيبس.

كان الصمام المفرغ ذو الثلاثة عناصر نتيجة بحث طويل شاق قام به دي فوريست لسنوات يت كي يجد كاشفا حساسا للموجات الصوتية المتناوبة,وقبل ذلك اي عام 1894 كان ابو التلغراف اللاسلكي غوغليلمو ماركوني قد وجد وسيلة لكشف اشارات الراديو الصوتية مستعملا انبوبا زجاجيا معبأ ببرادة الحديد, وتفاعلت البرادة مع اشارات صوتية بعثتها شرارة بعيدة ,وهي الوسيلة الوحيدة الممكنة للاذاعة انذاك,غير انهم كانو بحاجة الى كاشفة اكثر حساسية وكان اختراع جون امبروز فليمنغ الانكليزي بمثابة قفزة كبيرة الى الامام وتفوق على ابتكار ماركوني لاستلام الاشارات الصوتية لقد صنع فليمنغ اول انبوب مفرغ عام 1904 وهو عبارة عن غلاف زجاجي يحتوي على فتيل وطبق.

وقام دي فويست بتجارب حول كاشف فليمنغ ذي العنصرين ولكنه لم يرض عن قوة الاشارة الصوتية الواردة منه ومرت في ذهنه اخيرا فكرة ادخال قطب كهروبائي,ثالث او سلك متحكم يكون بمثابة صمام يسيطر على سير الالكترون من الفتيل الى الطبق اما النتيجة فكانت تقوية وتضخيم الاشارة الصوتية المنقولة .

ان ثلاثية دي فورست كما سميت تفوقت على كل كاشف اخر واجتازت المسافة التي كان بامكان الاشارة الصوتية ان تعبرها انذاك اجتيازا كبيرا,(يستعمل في الراديو اليوم الصمام ذو العنصرين الذي ابتكره فلمينغ من اجل التقاط لاشارة الصوتية بينما تستعمل ثلاثية دي فوريست لتقويتها وتضخيمها ان الراديو ترنزيستر يقوم على الاساس نفسه’,فيستعمل كلان من ابتكار فليمنغ ودي فوريست)

لقد احدث اختراع دي فوريست تقدما عظيما فاصبح بالامكان نقل صوت الانسان والموسيقى لاسلكيا الى مسافات بعيدة اذاع دي فوريست عام 1908 موسيقى فنوغرافية من برج ايفل في باريس فسمعت حتى مارسيليا وفي عام 1910اذاع اغاني انريكو كاروزو من دار المتروبولتيان اوبرا في نيويورك.

وواجه دي فوريست عام 1920 تحديا اخر وهو جعل الصور السينمائية تنطق بذلك كان اول من ابتكر عملية لالتقاط التموجات الصوتية عند التقاط الصور فيسير الكلام جنبا الى جنب مع الصورة في الفيلم الواحد.

وماتزال الانابيب المفرغة الى اليوم تقوم على مبدأ دي فوريست الاساسي على الرغم من ان عناصر اخرى قد اضيفت وان بعض الانابيب قد اختصر حجمها كثيرا .ان انابيب دقيقة بحجم حبة العنب صممت الان لتذيع معلومات علمية من القمر الصناعي الامريكي (الرائد الرابع)الذي يبعد مئات الالاف من الكيلومترات في الفضاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــ