** شاعر الحب والجمال **
قد لا يعرف البعض أن كثيرا من شعراء الغرب قد تغنوا بالشرق وأحبوه ووجدوا فى حضارة الشرق الكثير مما يفتنهم ويجعلهم يتجولون فيه كمصدر إلهام لهم ، وهذا بحد ذاته يستحق الدراسة من المختصين .
أما القصيدة التى سأتحدث عنها فهى لشاعر الحب والجمال الشاعر الفرنسى الكبير لا مارتين وقد نظمها فى التاسع من سبتمبر عام اثنين وثلاثين وثمانمائة وألف عندما رأى السيدة جوريل الحلبية تدخن النرجيلة فى حديقة منزلها الفخم وكانت متزوجة من مدير القنصلية والسياحة فى سفارة فرنسا في سورية وقد أرسل هذه القصيدة الى والدها فى حلب قبل مغادرته الشرق .
إلى ..
الفتاة العربية التى كانت تدخن النرجيلة فى إحدى حدائق حلب
من أنت … ألست التى طلبت إلي
التغزل بها بشعرى
من أنت .. ألست من بنات الشرق
التي ولدت فى رياح الصحراء
أو زهرة من أزهار حدائق حلب
تخيرها البلبل ليتكئ وهو يغرد
على كأسها المتفتح
أنعيد الى اللبان العطر الذى
تضرع به
والأثمار الى أغصان شجرة
البرتقال
ونعيد البريق الى الفجر المشرق
والنجوم الذهبية الى سماء الليالى
الساطعة
كلا لن أقول أشعارا بعد الآن هنا
وإذا فتن نظرك فى الشعر
فانظري الى خيالك فى ماء هذا
الحوض
فإن الأشعار ليس فيها ما يوازى
جمالك
عندما جلست في الماء على حصير
طرز في تدمر
وعليه لجة باخرة من القهوة
الساخنة المرة
فى الجوسق المعقود النوافذ
الذى يتسرب منه نور القمر وريح
البحار
وعندما أسكرك السحاب المجنح
العائم
ولاطفك بأبخرته العطرة
حين عادت أحلام الشباب والحب
النائية
والسابحة عبر النسيم الذى
ترسلين نفحاته إلينا
عندئذ ليس فيما يلفظ به اللسان
من أصوات
ولا فى الأحلام الكامنة وراء جبين
مثلى من الشعراء
ولا فى الأنفاس الحلوة الصادرة عن
نفس رضية
صافية شئ مطرب ناعم مثلك
لقد فاتنى العمر السعيد الذي
تتفتح به زهرة الحياة
إنه الحب الذي يعطر قلوبنا
ولم يبق للاعجاب بالجمال فى نفسى
المفتونة
إلا شعاع لا حرارة فيه
لن يغرم قلبى الآن إلا بالعود
وأشعارى وأنا ابن ستة عشر عاما
أبدل فيها نفحة من هذه الأنفاس
العطرة
التى ترسلها فى الهواء شفتك
الغافلة .
**أنتظر ردودكم ياأحبائي)