لن أنساكما أبدا ماعشت في هذه الدنيا
أمس كانت فى انتظار
تعصف الذكرى بها قبل الرحيل
فى صدرها زفرة حائرة
فى وجهها حسرة ثائرة
يمشى الصباح بها والمساء
جاء النذير
يحمل الأنباء التعيسة
وفورا عقدت اتفاقا مع الموت وصافحته
الموت لا يميز بين كبير وصغير
يطوف حولنا
يدعونا كل يوم لرقصة
يفجع الجميع
يضرب القلوب الطيبة بقوة
إنه لم يرحمنى
لقد طعن قلبى الغض بقوة
لم يكتف بطعنة واحدة قوية
بل ألحقها بالثانية بين يدى
لقد غيبكما الموت معا فى لحظة
قطرات من دم يغلى
تتساقط من قلبي المفجوع
دموع قلبى يا سادة
دم يغلى
لم يعد الليل ليلي إذا أتى
ولا النهار نهاري إذا طلع
ولا الروض روضي إذا بدا
بل كئيب فى ناظري مفزع
إن غرد الطير فوق الغصون
كان تغريده عندي نحيب
وأصبح قلبي كطفل ينوح
تحيّر الدرب والدرب طويل
هكذا هي الحياة
هكذا تسير الحياة
كلنا فى حالة انتظار
نرقب الأحباب يذهبون
نرقب الموت يدك الحياة
يرقص مع أعزائنا الرقصة الأخيرة
ويرد النوم عن جفن ثقيل