(1)
أيتها العازفة
أنت تغمرين الأفق الواسع
بأشعة خيالك
وبعد أن تم تكوينك
أرسلت الملائكة فى دمك
نقطة عطر
تنعش القلوب برائحة الجنة
حتى أصبح دمك شيئا لا يوصف
يرسل العطر من أنفاسك
إلى الهواء
(2)
لو أن الملاك أراد أن يكون شخصا
لطلب الى الله أن يجعله عازفا
ليكتب الموسيقى ويعزفها
بوحى السماء وخيال السماء وأسرار السماء
فيملأ سماء من السماوات السبع
فلا ترى فيها من جهات الأرض شيئا
إنه ذلك الفيلسوف العظيم
الذى يملأ الدنيا باللذة الروحية
(3)
إن عاطفتك المهتاجة فى نفسك
هى المعنى الساحر الذى يأتي من القلب والفكر
هي الأثر الإلهى الكامن فى نفسك
هي التي تجعلك ترتفعين الى السماء
لأنك غريبة على الأرض
(4)
إن نفسك أيتها العازفة
تمتزج بمادة الكون
التى تنبعث من قوة الله وإرادته
ومن هذا الامتزاج يتكون النغم
وتتكون نفس الموسيقى العظيم
فتختلط بالجمال الرائع فى النفس الجميلة
وبالحب فى النفس المحبة
وبالطبيعة فى المعنى الطبيعى
وتتصل باللذات والآلام
حين تثيرها اللحظة
(5)
أيها الموسيقي الإنسان
أيها الإنسان الأعلى
يا من تضحك وتبكي
وترضى وتغضب
وتحب وتكره
إنك تمتزج بأرضنا بكل مافيها
عندما تلتقى نفسك السامية
مع حقيقتك السامية
وعلة شقائك
التي هي نفسها علة سرورك
(6)
ما أشقى نفس الموسيقي
إنها بعظمتها تجهل ما هي
هل هي طائر لا يسر إلا إذا طار
هل هي واقع أم خيال
هل هي النقص كله مع لذات الدنيا
أم هي الكمال كله مع آلامها
أسئلة لا يجيب عنها
حتى العازف