هو ذلك الانسان الذى يعانى وطأة الليالى وصقيعها ، ولا يتركه الهذيان ولا تكف عنه الكوابيس لأن الحبيبة بعيدة ، متوارية ، مختبئة بخمارها صامتة ما وراء الأفق ، وأمام هذه الفجيعة ينشغل المحب بصمته المذهل ، ولا يهدهد وجعه إلا عينيها ، ويديها وحدهما ترفعان الصخر عن الفؤاد ، إنه الحب لمسة الحنان من كل الهواجس ، هو المنقذ من الغرق الخانق على يديه يزدهر الهواء النقى فى الرئتين ، وتنتشى فيه الأمنيات وتترك الكهولة عصاها ، وتورق الأشجار فى أوانها وغير أوانها ، لأنه الربيع الدائم لا تغيره الفصول ولا يقترب منه الذبول ، هو نعيم ودفء وأحاسيس ، رياحين وطفولة عذبة وأناشيد وضفاف زرقاء بين السماء والبحار . هو العافية فوق حشرجات السنين ، هو النبض والحكايات التى تروى فى الإنصات الشفيف ، هو الذى يمنح قواميس اللغة لغته الخاصة لأنه نهر من الافكار بل بحار ومحيطات يختزن آلاف الكلمات من أجل حنين واحد وشوق وحيد ، هذا حال المحب فمن منا يا أعزائى وصل الى هذا المعجز المستحيل النبيل .
طل