القرآن الكريم والعدالة الانسانية العدل اسم من أسماء الله الحسنى ,وصفة من صفاته ,وآية من آياته ,لذلك وجب علينا ان نستمد هذا العدل من اسمه جل جلاله,ومن صفاته وأوامره وآياته.
ويقتضي ذلك أن يكون الفرد عادلا نحو خالقه بعباداته وطاعته ,ونحو نفسه وغيره والجماعة التي يعيش فيها .
لقد كان الناس يعيشون في جاهلية وفوضى يدين فيها الضعيف للقوي, والفقير للغني,ويسيطر فيها ذوو السلطان على غيرهم بدون حسيب من ضمير أو رقيب من قانون,وتبذل فيها الأموال لغير وجوه العدل والبر والفضيلة ,وترتكب فيها المعاصي والرذائل ,واستمر الأمر على هذه الأوضاع العاتية العابثة ,الى أن جاءت الأديان السماوية مبينة لسبل الخير والشر ,والحق والباطل,والعدل والظلم,والسعادة والشقاء,فهدت الناس بذلك الى الطريق القويم ,وأخرجتهم من الظلمات الى النور .
لقد جاء الاسلام متضمنا في اعجاز وتفصيل مبادىء العدالة ,فقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على خاتم الرسل والنبيين محمد صلى الله عليه وسلم,ليكون دستورا للناس أجمعين,فأتمّ نعمته واختار لهم الاسلام دينا.
وماهذه الآيات الا قطرة من بحر زاخر هو الذكر الحكيم الذي تضمن الحكمة والموعظة الحسنة والدروس والعبر,ومن ذلك وجوه العدالة وصورها التي أمر الله تعالى بها في كتابه,ونهى نهيا قاطعا عن مخالفته.
قال تبارك وتعالى :بسم الله الرحمن الرحيم
(وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)
(وشاورهم في الأمر )
(ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ان الله نعٍمّا يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا)
(ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)
(وأقيموا الوزن بالقسط ولاتخسروا الميزان )
(ولايجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )
(ياأيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط )
(فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وان تلووا أو تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا)
(ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير)
(يرفع الله اللذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)
(ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)
(وتعاونوا على البرّ والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان )
(والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)
(ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتُدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون)
(ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )
(الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ماأمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) صدق الله العظيم
وحسبي أن أشير ان الاسلام قام على الشورى والعدل والمساواة بين الأفراد ,والموازنة بين الطبقات والطوائف دون تمييز الا بالتقوى والعلم والأعمال الصالحة ,كما كان يقوم على الانتصاف للضعفاء والمظلومين ,ومراعاة المساواة الشرعية على أساس القدرة,وعلى البر بالفقراء والمرضى والعجزة
وعلى أن يكون في بيت المال حق معلوم لذوي الحاجة والسائل والمحروم وعلى التعاطف والتآخي والتساند بين جميع الطبقات .
لقد كانت المبادىء الاسلامية هذه هي نور العدالة الاجتماعية الذي شع ضياؤه في جميع أنحاء العالم,وهي الجذور التي نبتت منها حقوق الانسان ورعاية الطبقات والخدمات العامة.
اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. طل 
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 1:00 pm