يا أخى الانسان ـ يا انسان السلام فى زمن الفوضى العارمة التى تعم الأرض لو سألتنى يا أخى ماذا يعنى لك السلام لقلت : السلام أن احترمك وتحترمنى السلام أن أحمل همك وتحمل همى ، السلام ألا أسرق بيتك وأرضك أو تسرق بيتى وأرضى ، السلام أن أتبادل معك المصلحة وتتبادل معى المصلحةمن غير غبن ، السلام ألا أنصر الظالم على المظلوم ، السلام هو كل ما يخدم الانسان من غير ختل ولا مطل . وأخيرا السلام هو القضاء على الفقر العالمي !!
ألا ترى معى يا أخى أن السلام الحقيقى هو السلام الذى يقوم بين الشعوب وليس بين الأنظمة ، ألا ترى أن ما تقرره الأنظمة تستطيع الشعوب أن ترفضه وتزيل آثاره مهما طال الزمن ؟
فعلى أى إدارة أو نظام أو قائد أن ينظر الى الاتفاقات والمعاهدات من خلال ما تراه الشعوب لا من خلال ما تمليه القوة ، وهذا ما يحقق بكل بساطة السلام المرتبط بمصالح الشعوب والدول !
ومن المؤسف يا أخى أن بعض القادة لم يفهموا مصالح شعوبهم ، فنظروا إلى الأمر بأمده القصير فقط ـ عكس القادة العظام الذين نظروا الى مصالح شعوبهم عبر مئات السنين .
يا أخى ليست السياسة بهذا التعقيد إذا خلت من الأطماع وكان هدفها الانسان وليس ابتلاع الآخرين . نعم السياسة بهذه السهولة إذا لم يكن هدفها سرقة الشعوب ، عندئذ يتعقد الهدف وتختلط السياسة باللصوصية وتفقد الشعوب الأمن والسلام .
يااخوتي القادة لقد تركتم الشعوب تضطرب وتموج ببعضها كيوم الحشر . عذرا فأنا لا أقصد الإساءة ، ولكن احترمونا قليلا …. !
أيها القادة انظروا الى خريطة العالم بشكل جيد ، وادرسوا عليها مصالح الشعوب من غير خلفيات وأفكار رسختها عقائد سياسية مسبقة ، من قبل أن تتخذوا قرارات تكون وبالا على أممكم وأنتم لا تشعرون ..!
إن كل إدارة أو نظام أول ما يجب عليه هو أن يدرس طبيعة الشعوب التى يتعامل معها ، فمن يعرف طبيعة آمة فإنه يفوز بأطيب العلاقات معها . على أن تكون طبيعة هذه الأمة ضمن تركيبتها النفسية ، وليست تطبعا أو تشكيلا فى أماكن مختلفة ، فالطبع الأصيل هو نتاج تاريخي للأمة المتكاملة المنسجمة حتى ليصبح تحت روحها .
يا قادة العالم إنكم تريدون السلام وتنادون به ولكن عبر أهوائكم ، وعبر ما تروه مناسبا ، لا لشعوبكم ـ وإنما لمصالح تبغونها ، وقد أثبت التاريخ هذا . يا قادة العالم أحسنو قراءة التاريخ ففيه كل العبر . فالتاريخ لا يعيد نفسه إلا إذا عاد القوم الى أخطائهم وأهملوا عبرة الماضى وأغواهم الجهل والأثرة والجشع فاتبعوا شيطان التسليح والحرب يقودهم الى الخسران والدمار .
( لا أقول لك وداعا ياأخي الانسان لاني معك دائما